top of page
Search

الموسيقى والدموع

  • Writer: جيهان الكردي
    جيهان الكردي
  • Mar 21, 2020
  • 1 min read

إنني لا أميّز بين الموسيقى والدموع، عبارة نيتشة هذه فتحت الباب على مصراعيه أمامي للتأمل في ماهية الموسيقى وماهية الدموع، فحيث خلق الله فينا حبّا للألحان والنغم زيّن الدنيا بالأصوات الطبيعية مثل أصوات العصافير والريح وأصوات الأمواج وحفيف الأشجار ووقع المطر...الخ، ما جعلنا نشعر بالحياة من حولنا حتى دون الحاجة لرؤيتها، مؤثرات صوتية إلهية تكاد تنعدم نكهة الحياة دونها، أما في الإنسان فهناك أصل اللحن والنغم، الصوت الإنساني هذا المعجزة الربانية الذي أودع الله فيه أسرارا وجماليات عجيبة، فصوت الإنسان يتغير ويتموج حسب حالته النفسية، أو بإرادته يستطيع أن يغير في درجة صوته، وهناك أنواع للأصوات، والتي يتميز كل صوت منها بجمالية، وحين اخترع الإنسان الآلات الموسيقية اشتق نغماتها من الصوت الإنساني بإدراك منه أو دون إدراك، وكأنه يستعير من يشاركه البكاء واللحن، وكأنّ الصوت الإنساني بعظمته ما اكتفى به الإنسان ليعبر عن مكنونات نفسه وأشجانه وروحه التواقة لعوالم بعيدة،  وحين اخترع الآلة الموسيقية أضاف لها روحا من الطبيعة مما خلقه الله عز وجل، فجمع بين ما يقارب شجونه وبين ما أضفاه الله على الكون من جماليات، ثمّ يعزف ألحانه مستغرقا في شوقه مختارا للمقام الموسيقي الذي يتناسب مع كثافة حزنه، ولكن لا تدري أهو شوق إلى الطبيعة أم إلى ما ورائها؟ أم بكاء صامت ويريد من يشاركه فيه، فتبكي معه الألحان وهو يذرفها بأنامله أو أنفاسه، فتنهمر الموسيقى دموعا معزوفة من عيون الحنين الإنساني.



 
 
 

Comments


© 2023 by Maggie Brightstone. Proudly created with Wix.com

bottom of page