نوافذ / التأمل
- جيهان الكردي
- Mar 21, 2020
- 1 min read
أكادُ أشفق على القلوب التي لا تبصر معنى الجمال في آيات الله، ولا أقصد ذاك المعنى السطحي الذي لا يحمل سوى الانبهار اللحظي، بل أقصد المعنى الذي يأخذك بكليتك إلى عمقه، وتعلم أن اندهاشك لا يتوقف عند هذه اللحظة بل يمتد عميقًا في روحك فتصبح أنت منه على حالة دائمة من التفكر والتسبيح، وكما ورد في الكتاب العزيز: "ويتفكرون في خلق السماوات والأرض"، فلم يقل يفكرون بل قال يتفكرون، وكأن التفكر حالة مستمرة من التحديث حول ما يبصره قلبك ولا أقول عينك، لأنك هنا تراه بقلبك، فأنت ترى الغروب وتتفكر في بديع هذه الصور، ثم في يوم آخر تتكشف لك معان ٍ جديدة رغم أنه نفس الغروب، وهكذا كل مرة. إن التأمل مثله كمثل الأبنية العتيقة، يمرّ عليها الزمن فتزداد جمالًا وأصالة، وكأن الزمن معنيٌّ بصقلها مرة بعد مرة، فيأتي عليها الدهر وإذ بهالة من الهيبة والسمو تحيط بجوانبها، وهكذا النفوس المتفكرة المؤمنة.

Comments